وكان الأمر من الوضوح عند علماء السنة بانفراد الشيعة بهذه الروايات عن أئمتهم (عليهم السلام) فقد جاء في التفسير الكبير للفخر الرازي المتوفي سنة 606 هـ: ((المسألة الثانية: ثبت بالدلائل القاطعة أنه يمتنع القول بوجود حوادث لا أول لها، وإذا ثبت هذا ظهر وجوب انتهاء الحوادث إلى حادث أول هو أول الحوادث، وإذا كان كذلك فلا بد من انتهاء الناس إلى إنسان هو أول الناس، وإذا كان كذلك فذلك الإنسان الأول غير مخلوق مع الأبوين فيكون مخلوقاً لا محالة بقدرة الله تعالى. فقوله: (ولقد خلقنا الإنسان) إشارة إلى ذلك الإنسان الأول، والمفسرون أجمعوا على أن المراد منه هو آدم عليه السلام، ونقل في "كتب الشيعة" عن محمد بن علي الباقر "عليه السلام" أنه قال: قد انقضى قبل آدم الذي هو أبونا ألف ألف آدم، أو أكثر، وأقول: هذا لا يقدح في حدوث العالم بل الأمر كيف كان، فلا بد من الانتهاء إلى إنسان أول هو أول الناس، وأما أن ذلك الإنسان هو أبونا آدم، فلا طريق إلى إثباته إلا من جهة السمع)). التفسير الكبير 19: 117. وسوف نتعرض لاحقاً عند المناقشة لرأي الرازي هذا، ونلاحظ أنه لا يعترض على الاتجاه الشيعي في وجود بشر سابقين على آدم.
مرحلة الحمأ المسنون: وهو الطين الأسود الذي تم تشكيله وتصويره على نحو معين، حتى صار على هيئة إنسان بقدرته عز وجل. مرحلة الصلصال: وهو الطين اليابس، الذين يصدر له صوتاً بسبب شدة يباسه، ولم يجعل الله تعالى النار تمسسه أبداً. مرحلة نفخ الروح: حيث نفخ الله تعالى الروح في آدم من روحه، وبات مخلوقاً بشرياً يتنفس ويتحرك بأمر من الخالق عز وجل.